[#on ديسمبر 15, 2024 at 5:07 م
بدأ أول أمس مهرجان المدن القديمة في موريتانيا ( مدن العلم شنقيط وولاته وودان وتشيت التي نشرت العلم والفقه في غرب أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجعلت موريتانيا البادية الوحيدة العالمة في العالم ) وهي الدورة الثالثة عشر التي خصصت لها الدولة 40 مليون دولار كان يمكن ان تجعلها الحدث الثقافي الأبرز في أفريقيا هذا العام وكنت شخصيا أتفاءل به على المستويين العلمي والسياسي خصوصا في ظل وجود وزير للثقافة مجد ومجتهد وذو تاريخ ثقافي وإعلامي مشرف فضلا وذاك ما أعرفه عنه بحكم صداقتنا وزمالتنا معا لسنوات طويلة ، وفي ظل دعم كبير من الرئيس الغزواني يرجو رفعة بلاده ويجتهد في مكافحة الفساد ونبذ العنف وخفض مستويات الكراهية ويحاول بناء دولة جديدة وهو ماتجلى عمليا في خطط عديدة للدولة وأفكار كثيرة نبيلة أعرفها ولكن يبدو أن قطاع الموظفين في موريتانيا يعملون ضد توجهاته ويحبطون خططه ، هؤلاء المنتفعون يعملون عكس ما يهدف الرئيس ورغما عن الوزير يفسدون أجمل مايمكن أن يكون فرصة كبيرة للدولة وإظهارا لتوجهها الداعم للعلم والعلماء والثقافة لتبديد ولنفي خطاب العسكرة الذي تتهمها المعارضة به ، ترتيبات المهرجان سحق فيها السفراء من الازدحام وأهين كبار المدعوين الذين تم استقبالهم في بيوت متواضعة لا تليق وسمعوا من أصحابها أن الموظفين منحوهم مالا ضئيلا مقابل الاستضافة وهو ما دفع الدكتور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للثقافة والعلوم أن ينتقد عدم وجود متخصصون في البروتوكولات ، وللأسف حدث كثيرا من الهرج في حضور رئيس الجمهورية والإزدحام الذي تسبب في عدم دخول حاملي وهو ما أساء للدولة ورئيسها ووزيرها الأول ، أما الأهم والذي كاد يسبب أزمة للدولة مع أحد أهم الشخصيات في العالم والتي كان العتب أو اللوم سيتخطى الوزير وحتى الوزير الاول إلى أن يوجّه لرئيس الدولة شخصيا بصفته وشخصه لولا أن تداركت الأمر بصفة شخصية وودأت الأزمة ، ولولا معرفتي بالوزير ولد مدو ونبل مقاصده و حجم جهوده لألصقت الأزمة بالوزير ، لأنني أعرفه وأذكر كيف نجح الحسين ولد مدو وما بذل من جهد كبير في آخر مؤتمر شهدته “الها با” هيئة الإعلام ، قبل أن يتولى وزارة الثقافة وسهره وقتها على دقة التنظيم و راحة الضيوف ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في المؤتمر مع موظفيه الذي أحسن أختيارهم مثل الشاب ” سيدها ” الذين تذكرته وأنا أقرأ بعض ما كتب عن المهرجان الأخير وكيف كان “سيدها “منظما دقيقا وظاهرا مع الوزير طوال عشرين ساعة في اليوم على أمور المؤتمر وضيوفه حتى نجح ، ….40 مليون دولار انفقت كان يمكن بالقليل منها أن تنفخ الروح في هذه المدن باستحضار ثقافتها وعلومها الفقهية والتراثية وإرهاصات التجديد الفقهي ونشره كانتاج فقهي ميز هذه المدن وإعادة بث إشعاعها في العالم وترميم الآف المخطوطات الثمينة والنادرة وحفظها من الضياع ، أو تخصيص النذر اليسير منها لإنتاج درامي متميز يحارب الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع وأعرف شبابا من خيرة المبدعين ومنهم الشاب محمد شيخن كنكو الذي قدم مشاريع فنية مهمة لم يلتفت لها ، برغم أنها كلها أهدافا أعلم عن الوزير المثقف الحسين ولد مدو الحرص عليها ولكن تحتاج إلى موظفين ومسؤلين ينفذون أفكار رئيسها في مواجهة التردي ومكافحة الفساد الذي أسهب الكثير في بجاحته في هذا المهرجان الأخير و جعلني أرى موريتانيا كمركب يحاول ربانها الوصول بها إلى بر الأمان و لكن ركابها في لهوهم ينزعون ألواحها الخشبية لتتسرب اليها الماء …. نتمنى ألا تغرق المركب
#تدوينات الدكتور: أيمن السيسي
ظهرت المقالة مهرجان موريتانيا … فساد بين أحلام الرئيس وجهود الوزير أولاً على موريتاني بوست.
بدأ أول أمس مهرجان المدن القديمة في موريتانيا ( مدن العلم شنقيط وولاته وودان وتشيت التي نشرت العلم والفقه في غرب أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجعلت موريتانيا البادية الوحيدة العالمة في العالم ) وهي الدورة الثالثة عشر التي خصصت لها الدولة 40 مليون دولار كان يمكن ان تجعلها الحدث الثقافي الأبرز في أفريقيا هذا العام وكنت شخصيا أتفاءل به على المستويين العلمي والسياسي خصوصا في ظل وجود وزير للثقافة مجد ومجتهد وذو تاريخ ثقافي وإعلامي مشرف فضلا وذاك ما أعرفه عنه بحكم صداقتنا وزمالتنا معا لسنوات طويلة ، وفي ظل دعم كبير من الرئيس الغزواني يرجو رفعة بلاده ويجتهد في مكافحة الفساد ونبذ العنف وخفض مستويات الكراهية ويحاول بناء دولة جديدة وهو ماتجلى عمليا في خطط عديدة للدولة وأفكار كثيرة نبيلة أعرفها ولكن يبدو أن قطاع الموظفين في موريتانيا يعملون ضد توجهاته ويحبطون خططه ، هؤلاء المنتفعون يعملون عكس ما يهدف الرئيس ورغما عن الوزير يفسدون أجمل مايمكن أن يكون فرصة كبيرة للدولة وإظهارا لتوجهها الداعم للعلم والعلماء والثقافة لتبديد ولنفي خطاب العسكرة الذي تتهمها المعارضة به ، ترتيبات المهرجان سحق فيها السفراء من الازدحام وأهين كبار المدعوين الذين تم استقبالهم في بيوت متواضعة لا تليق وسمعوا من أصحابها أن الموظفين منحوهم مالا ضئيلا مقابل الاستضافة وهو ما دفع الدكتور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للثقافة والعلوم أن ينتقد عدم وجود متخصصون في البروتوكولات ، وللأسف حدث كثيرا من الهرج في حضور رئيس الجمهورية والإزدحام الذي تسبب في عدم دخول حاملي وهو ما أساء للدولة ورئيسها ووزيرها الأول ، أما الأهم والذي كاد يسبب أزمة للدولة مع أحد أهم الشخصيات في العالم والتي كان العتب أو اللوم سيتخطى الوزير وحتى الوزير الاول إلى أن يوجّه لرئيس الدولة شخصيا بصفته وشخصه لولا أن تداركت الأمر بصفة شخصية وودأت الأزمة ، ولولا معرفتي بالوزير ولد مدو ونبل مقاصده و حجم جهوده لألصقت الأزمة بالوزير ، لأنني أعرفه وأذكر كيف نجح الحسين ولد مدو وما بذل من جهد كبير في آخر مؤتمر شهدته “الها با” هيئة الإعلام ، قبل أن يتولى وزارة الثقافة وسهره وقتها على دقة التنظيم و راحة الضيوف ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في المؤتمر مع موظفيه الذي أحسن أختيارهم مثل الشاب ” سيدها ” الذين تذكرته وأنا أقرأ بعض ما كتب عن المهرجان الأخير وكيف كان “سيدها “منظما دقيقا وظاهرا مع الوزير طوال عشرين ساعة في اليوم على أمور المؤتمر وضيوفه حتى نجح ، ….40 مليون دولار انفقت كان يمكن بالقليل منها أن تنفخ الروح في هذه المدن باستحضار ثقافتها وعلومها الفقهية والتراثية وإرهاصات التجديد الفقهي ونشره كانتاج فقهي ميز هذه المدن وإعادة بث إشعاعها في العالم وترميم الآف المخطوطات الثمينة والنادرة وحفظها من الضياع ، أو تخصيص النذر اليسير منها لإنتاج درامي متميز يحارب الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع وأعرف شبابا من خيرة المبدعين ومنهم الشاب محمد شيخن كنكو الذي قدم مشاريع فنية مهمة لم يلتفت لها ، برغم أنها كلها أهدافا أعلم عن الوزير المثقف الحسين ولد مدو الحرص عليها ولكن تحتاج إلى موظفين ومسؤلين ينفذون أفكار رئيسها في مواجهة التردي ومكافحة الفساد الذي أسهب الكثير في بجاحته في هذا المهرجان الأخير و جعلني أرى موريتانيا كمركب يحاول ربانها الوصول بها إلى بر الأمان و لكن ركابها في لهوهم ينزعون ألواحها الخشبية لتتسرب اليها الماء …. نتمنى ألا تغرق المركب
#تدوينات الدكتور: أيمن السيسي
ظهرت المقالة مهرجان موريتانيا … فساد بين أحلام الرئيس وجهود الوزير أولاً على موريتاني بوست.