حين يغيب المعلم … تتعثر الأحلام بقلم الإداري الشيخ محمد/الطالب اعل

“حين يغيب المعلم… تتعثر الأحلام”
في وطنٍ جعل من التعليم مشعلًا للهداية، ومن العلم سلّمًا للنهوض، لا يسعُنا – نحن أبناء مدينة أشرم – إلا أن نرفع صوتنا بكل أدب وغيرة وطنية، متحدثين عن مطلب مشروع، انتظرناه طويلًا، وتمنيناه حُلمًا لا يزال معلقًا بين الواقع والتمنّي.
إن ثانوية عريقة كثانوية أشرم، التي خرّجت أجيالًا وأوقدت في القلوب جذوة الطموح، لايليق بها أن تقف اليوم في حاجة ماسّة إلى أستاذ مادة أساسية كمادة العلوم، وهي مادة لا يخفى على أحد مكانتها في البناء الفكري والتربوي، ولا يُنكر عاقل دورها في تشكيل العقول، وربط التعليم بالبحث والتجريب والفهم العميق للحياة.
بل هي قلب المنهج الدراسي، لا لكونها مجرد مادة، بل لأنها الجسر الذي يصل الطالب بعالَم البحث ، ويغرس في ذهنه مبدأ السؤال، وروح الاكتشاف، وإن حرمان ثانوية أشرم من أستاذٍ لهذا الركن الأساسيّ، هو أمر لا يُلائم صورة التقدم التي نرسمها جميعًا لهذا الوطن الغالي.
لقد تم تقديم الطلب مرارًا، عبر المنصات الرسمية، وتحديدًا عبر منصة “عين”، وقد تكررت هذه المطالب بأدب وصبر ومسؤولية، دون أن يُترجم ذلك – حتى الآن – إلى استجابة عملية تليق بعزيمة المدرسة، ولا بتطلعات أبنائها.
وفي الأخير
ليس كلّ صمتٍ رضى ! ولا كلّ سكوتٍ عجز؛ ففي زوايا الوطن مدارس تتكلم، وإن لم تملك من الحناجر سوى ما يبثّه فيها حبُّ التعليم وغيرُة الأبناء ؛ فهذه صرخة محب، لا احتجاج غضب، ونداء شبابٍ يريدون لثانويتهم أن تضيء، ولأبناء أشرم أن يسيروا في درب العلم بكل عزة وعدالة. فاستجيبوا لهذا النداء، فإنّ المدارس إذا نادت، نادت باسم المستقبل.