أمضينا عقودًا نحمّل مسؤولية النكبة «لصفقة الأسلحة الفاسدة»، الأسلحة، وليس حاملها ومستخدمها، هى سبب الخسارة. مع العلم أن حرب ١٩٤٨ كانت بين جنود قادمين من أوروبا، وعسكر يخوضون معاركهم على ظهور الخيل. يوم أمس الخميس، كان عنوان مقال الدكتور توفيق سيف، بمحض المصادفة، «الانشغال بالعلم والانشغال بالجن». والمقال لا علاقة له بالحرب التكنولوجية فى لبنان لأنه مرسل إلى الجريدة قبل أيام من وقوع المجزرتين عبر الجوال القتّال.
منذ اللحظة الأولى أدركت إسرائيل أن دولة صغيرة مثلها لا حل أمامها فى بحر من العرب سوى التفوق التقنى. التخلف العلمى موت. وكما كان الأمر عام ١٩٤٨ بين «الأوروبيين» و«الشرقيين»، ظل هكذا فى سائر الحروب التالية: إسرائيل تتجه علمًا، ونحن نتجه شرقًا. هى تطور السلاح، ونحن نطلق عليه الأسماء الشاعرية، مثل الظافر والقاهر.
الأسماء الحديثة أشد حدّة، مثل «قلق». لكن القلق بعد أحداث لبنان المريعة تحوّل من خوف الصواريخ إلى حرب النقالات و«البيجرات». تايوان تصنع «البيجر»، وإسرائيل ترش فيه بضعة ملليجرامات من المواد الناسفة. وتكرر ذلك. وسوف تكرره غدًا على نحو أشد فتكًا وإجرامًا، بينما تسقط صواريخ الحوثى فى حفرة خالية فى تل أبيب. كيف عثر الصاروخ على بقعة خالية فى مدينة مكتظة مثل تل أبيب؟. إنها مهارة الضرب بالمندل.
الانشغال بالعلم أو بالجن هو خيار صاحبه. لكن الأولوية بين الاثنين ليست خيارًا. لا بد للعلم أن يعرف كيف وُضعت بضعة جرامات قاتلة فى الرحلة من الصين إلى لبنان لكى تنفجر فى باعة الفاكهة والأمهات، وترسل الرعب والقلق فى النفوس. تلك أولوية كبرى. أولوية المحسوس والمرئى والداهم على ما عداه. ليس عند المفكرين فقط، بل عند سائر الناس، فالحرب فى جانبها التكنولوجى لم تتغير منذ ١٩٤٨. ولا تزال نسبة الفارق هى الأشد فظاعة: ٥ آلاف قتيل وجريح فى مسحوق سفاح، مقابل صاروخ يقطع الأميال بحثًا عن حفرة فى الرمال.
أمضينا عقودًا نحمّل مسؤولية النكبة «لصفقة الأسلحة الفاسدة»، الأسلحة، وليس حاملها ومستخدمها، هى سبب الخسارة. مع العلم أن حرب ١٩٤٨ كانت بين جنود قادمين من أوروبا، وعسكر يخوضون معاركهم على ظهور الخيل. يوم أمس الخميس، كان عنوان مقال الدكتور توفيق سيف، بمحض المصادفة، «الانشغال بالعلم والانشغال بالجن». والمقال لا علاقة له بالحرب التكنولوجية فى لبنان لأنه مرسل إلى الجريدة قبل أيام من وقوع المجزرتين عبر الجوال القتّال.
منذ اللحظة الأولى أدركت إسرائيل أن دولة صغيرة مثلها لا حل أمامها فى بحر من العرب سوى التفوق التقنى. التخلف العلمى موت. وكما كان الأمر عام ١٩٤٨ بين «الأوروبيين» و«الشرقيين»، ظل هكذا فى سائر الحروب التالية: إسرائيل تتجه علمًا، ونحن نتجه شرقًا. هى تطور السلاح، ونحن نطلق عليه الأسماء الشاعرية، مثل الظافر والقاهر.
الأسماء الحديثة أشد حدّة، مثل «قلق». لكن القلق بعد أحداث لبنان المريعة تحوّل من خوف الصواريخ إلى حرب النقالات و«البيجرات». تايوان تصنع «البيجر»، وإسرائيل ترش فيه بضعة ملليجرامات من المواد الناسفة. وتكرر ذلك. وسوف تكرره غدًا على نحو أشد فتكًا وإجرامًا، بينما تسقط صواريخ الحوثى فى حفرة خالية فى تل أبيب. كيف عثر الصاروخ على بقعة خالية فى مدينة مكتظة مثل تل أبيب؟. إنها مهارة الضرب بالمندل.
الانشغال بالعلم أو بالجن هو خيار صاحبه. لكن الأولوية بين الاثنين ليست خيارًا. لا بد للعلم أن يعرف كيف وُضعت بضعة جرامات قاتلة فى الرحلة من الصين إلى لبنان لكى تنفجر فى باعة الفاكهة والأمهات، وترسل الرعب والقلق فى النفوس. تلك أولوية كبرى. أولوية المحسوس والمرئى والداهم على ما عداه. ليس عند المفكرين فقط، بل عند سائر الناس، فالحرب فى جانبها التكنولوجى لم تتغير منذ ١٩٤٨. ولا تزال نسبة الفارق هى الأشد فظاعة: ٥ آلاف قتيل وجريح فى مسحوق سفاح، مقابل صاروخ يقطع الأميال بحثًا عن حفرة فى الرمال.