بعد تهديدات ترامب 5 خيارات إقتصادية أمام الصين تعرف عليها
أفاد تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ أن التوترات بين الصين والولايات المتحدة تتصاعد مع احتمال حدوث مواجهة تجارية جديدة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. ويهدد ترامب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على السلع الصينية، مما دفع بكين إلى دراسة مجموعة من الأدوات الاقتصادية التي يمكن أن تستخدمها للرد، رغم المخاطر الاقتصادية المحتملة.
ترسانة من الأدوات الاقتصادية
تمتلك الصين عدة خيارات اقتصادية، ولكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب فائضها التجاري الضخم مع الولايات المتحدة، مما يجعل التدابير التقليدية مثل فرض تعريفات متبادلة أقل تأثيرًا. ومن بين الخيارات المحتملة:
1. بيع سندات الخزانة الأميركية
يُعتبر بيع جزء كبير من مخزون الصين من سندات الخزانة الأميركية، الذي يقدر بنحو 734 مليار دولار، خيارًا مدمرًا قد تلجأ إليه.
هذا الإجراء قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة على السندات الأميركية، مما يسبب اضطرابًا في الأسواق المالية العالمية. ومع ذلك، فإن هذا الخيار يحمل مخاطر كبيرة، حيث قد تنخفض قيمة السندات المتبقية، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في احتياطيات الصين من النقد الأجنبي.
2. خفض قيمة اليوان
يمكن للصين خفض قيمة عملتها لجعل صادراتها أكثر تنافسية. خلال النزاع التجاري السابق بين البلدين في 2018 و2019، انخفضت قيمة اليوان بنسبة 11.5% مقابل الدولار، مما ساعد في تعويض ثلثي تأثير التعريفات الجمركية. لكن هذا الخيار قد يثير غضب الشركاء التجاريين ويؤدي إلى فرض تعريفات جديدة.
3. قيود على تصدير المعادن الحيوية
فرضت الصين قيودًا على تصدير معادن حيوية مثل الغاليوم والجرمانيوم، المستخدمة في صناعات أشباه الموصلات والاتصالات. قد تمتد هذه القيود إلى معادن أخرى مثل العناصر الأرضية النادرة، مما يعطل سلسلة التوريد العالمية. ورغم تأثيرها القصير المدى على الولايات المتحدة، قد تدفع هذه القيود الدول الأخرى إلى البحث عن مصادر بديلة.
4. استهداف الشركات الأميركية
تبنت الصين قوانين جديدة مثل “قائمة الكيانات غير الموثوقة”، لاستهداف الشركات أو الأفراد الذين تعتبرهم مضارين بتطورها.
وقد تواجه شركات كبرى مثل آبل وتسلا ومايكروسوفت مشاكل في السوق الصينية، حيث تحقق إيرادات بمليارات الدولارات سنويًا. لكن التصعيد قد يؤدي إلى رد فعل أميركي ضد الشركات الصينية، مما يزيد من حدة الصراع.
5. بناء التحالفات
تسعى الصين إلى تعزيز علاقاتها مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل اليابان والهند وأستراليا. وفقًا لتقرير بلومبيرغ، يمكن أن تعمل الصين على إقناع هذه الدول بأن السياسات الأميركية مضرة بالسلام العالمي. ورغم هذا الجهد، قد تتردد الدول في الانحياز لأي من الطرفين، مفضلة الاستفادة من المنافسة بين القوتين.
المخاطر والتهديدات
يشير تقرير بلومبيرغ إلى أن الخيارات المتاحة أمام الصين تحمل مخاطر كبيرة على اقتصادها، لكنها تعكس استعدادها للتصدي للتهديدات الأميركية بوسائل غير تقليدية.
تُظهر هذه الديناميات المتغيرة أن الصين تستعد لتبني استراتيجيات متعددة لمواجهة التحديات الاقتصادية المقبلة، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.