مقالات وتدوينات

موضة التصوير وسهولته والوقوع في المحظور لجرميته / أحمد حبيب صوص

تعتبر مسألة تصوير المرضى بدون إذنهم قضية حساسة علي الخصوص والتصوير علي العموم تتقاطع بين القانون والأخلاقيات. مع تطور التكنولوجيا وسهولة الوصول إلى الأجهزة التي تتيح التقاط الصور والفيديوهات، أصبح هذا الأمر أكثر شيوعًا، مما يثير العديد من التساؤلات حول حدود الخصوصية وحقوق المرضى.

الأسباب التي تجعل تصوير المرضى بدون إذنهم جريمة:

انتهاك الخصوصية: المرضى، شأنهم شأن أي فرد آخر، لهم الحق في الحفاظ على خصوصيتهم وحماية صورتهم الشخصية، خاصة في الأوقات التي يكونون فيها ضعفاء وعرضة للإصابة.

التسبب في الأذى النفسي: قد يؤدي نشر صور لمرضى بدون موافقتهم إلى إلحاق أضرار نفسية كبيرة بهم، مثل الشعور بالإحراج أو الخجل أو التهديد.

انتهاك الثقة بين الطبيب والمريض: تعتمد العلاقة بين الطبيب والمريض على الثقة المتبادلة، وقد يؤدي تصوير المريض بدون إذنه إلى تآكل هذه الثقة.

الاستغلال التجاري: قد يتم استغلال صور المرضى لأغراض تجارية، مما يمثل انتهاكًا لحقوقهم.

القوانين التي تحكم هذا الأمر:

تختلف القوانين التي تحكم تصوير المرضى بدون إذنهم من دولة إلى أخرى، ولكن بشكل عام، هناك قوانين تحمي حق الفرد في الخصوصية وحقوق المرضى. هذه القوانين قد تتضمن:

قوانين حماية البيانات الشخصية: تحظر هذه القوانين جمع أو استخدام أو نشر البيانات الشخصية، بما في ذلك الصور، بدون موافقة صاحبها.

قوانين الممارسة الطبية: تحدد هذه القوانين حقوق وواجبات الأطباء والمرضى، وتشمل عادةً حماية خصوصية المريض.

قوانين حقوق الإنسان: تكفل هذه القوانين الحق في الكرامة الإنسانية والخصوصية.

العقوبات المترتبة على هذا الفعل:

تختلف العقوبات المترتبة على تصوير المرضى بدون إذنهم حسب التشريعات الوطنية، ولكنها قد تشمل:

العقوبات الجنائية: مثل الحبس والغرامات المالية.

العقوبات التأديبية: في حالة ارتكاب هذا الفعل من قبل ممارس صحي، قد يتعرض لعقوبات تأديبية مثل الوقف عن العمل أو سحب الترخيص.

الضرر المدني: قد يُطلب من مرتكب الجريمة تعويض المريض عن الأضرار التي لحقت به.

الاستثناءات:

في بعض الحالات، قد يكون هناك استثناءات قانونية لتصوير المرضى بدون إذنهم، مثل:

الأغراض البحثية: بشرط الحصول على الموافقة المسبقة من لجنة أخلاقيات البحث.

الأغراض التعليمية: بشرط عدم الكشف عن هوية المريض.

الأغراض الأمنية: في حالات محددة، مثل تصوير المرضى النفسيين الخطيرين.

نصائح للحماية:

التأكد من الحصول على الموافقة: يجب على أي شخص يرغب في تصوير مريض الحصول على موافقته قبل ذلك.

حماية خصوصية المريض: يجب على مقدمي الرعاية الصحية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية خصوصية المرضى، مثل استخدام ستائر الفحص وتجنب نشر صور المرضى بدون إذنهم.

التبليغ عن أي انتهاكات: يجب على أي شخص يشهد أي انتهاك لخصوصية المريض التبليغ عنه إلى الجهات المختصة.

ختامًا:

تعتبر مسألة تصوير المرضى بدون إذنهم قضية معقدة تتطلب توازنًا بين الحق في الخصوصية وحقوق المرضى وبين الحاجة إلى توثيق الحالات المرضية لأغراض البحث والتعليم. يجب على الجميع احترام حقوق المرضى والعمل على حمايتهم من أي انتهاكات.

وجب التنبيه.

حفظ الله البلاد والعباد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى