أطباء غزة يعيدون تشغيل مستشفى العيون بعد ترميمه

في خطوة تعكس إرادة الصمود، تمكن أطباء غزة من ترميم مستشفى العيون وإعادته للخدمة، بعد أن كان أول مستشفى يتم استهدافه من قبل إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني قبل 14 شهرًا.
وفي كلمة له خلال افتتاح المستشفى بعد الترميم، قال وكيل وزارة الصحة في غزة إن الطواقم الهندسية أكدت أن إعادة بناء المستشفى في هذه الظروف “مستحيل”. لكنه أضاف بابتسامة: “لكن المستحيل اليوم صار حقيقة”، مما أثار تصفيق الحاضرين الذين رأوا في ذلك انتصارًا على إرادة الاحتلال.
وأكد وكيل الوزارة استعداد الطواقم الطبية لاستئناف العمل في شمال القطاع، شريطة تهيئة الظروف اللازمة مثل فتح الطرق المؤدية للمستشفى وتوفير الكوادر الطبية والأكسجين والسولار، مع ضمان سلامة المرضى والموظفين. كما أكد على الحاجة الملحة لإنشاء مستشفى ميداني لتقديم الخدمات العاجلة لآلاف المحاصرين في شمال القطاع.
وكشف وكيل الوزارة عن خطط لافتتاح أقسام جديدة، مشيرًا إلى ترميم أقسام الأورام والفشل الكلوي، مطالبًا بالدعم اللازم لمستشفى “الخدمة العامة” وأقسام العناية المركزة.
في مقابلة مع الجزيرة نت، وجه المدير العام لوزارة الصحة، منير البرش، رسالة حازمة للاحتلال الإسرائيلي، قائلًا: “كلما دمرت إسرائيل مرفقًا، أعدنا بناءه”. وأضاف أن الوزارة تخطط لإعادة تأهيل جميع المستشفيات التي تعرضت للدمار.
وأكد مسؤول خدمات العيون في وزارة الصحة، عبد السلام صباح، أن مئات المصابين فقدوا بصرهم نتيجة نقص الإمكانيات، مما جعل ترميم المستشفى ضرورة ملحة. وأشار إلى أن المستشفى مستعد لاستقبال أعداد كبيرة من المرضى الذين لم يحصلوا على خدمات العيون لأكثر من 14 شهرًا.
ورغم استمرار الحرب والخطر المحدق، يؤكد الأطباء أنهم يؤدون واجبهم الإنساني، ويطالبون المؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها في حماية الكوادر الطبية والمستشفيات.
وقد مولت مؤسسة البركة الجزائرية مشروع ترميم مستشفى العيون ضمن حملتها “الوعد المفعول” لدعم الغزيين.