مسلسل كل ليلة جريمة…حبيب الله أحمد

هناك مسلسل بالغ الخطورة يبث واقعيا هذه الأيام عنوانه ” كل ليلة جرائم”
البارحة جريمة قتل بدم بارد
أما انتزاع الهواتف والثياب وخطف الدراجات والسيارات تحت تهديد السلاح فحدث ولا حرج
هناك تزايد فى الجرائم المنظمة جرائم الحرابة
فى كل أحياء العاصمة وفى كل ليلة لصوص يحاولون خلع باب منزل أو محل أو متجر
كل الأشياء الحديدية أو التى بها نسبة من الحديد تتم سرقتها حتى غطاءات حفر المراحيض ولوحات حماية عدادات الماء والكهرباء خارج المنازل واقفاص حفظ قنانى الغاز
سرقة القطع الحديدية شملت المساجد والمقابر والمدارس واللافتات على الشوارع
عصابات منظمة تقتل بدون سبب واضح وتجرح وتنهب لا تفرق بين السادسة مساء ومنتصف النهار ولا بين السادسة فجرا والتاسعة ضحى
عصابات تتحرك بأمان غريب وطمأنينة لافتة
تستهدف الجميع لاتفرق بين ابيض واسود ولا مواطن واجنبي ولابين رجل وامراة
بدون شك انتشار المخد ر ات وحبوب الهلوسة له الدور الأكبر فى انتشار الجرائم وسرعة القتل والتعطش للدم والسادية عند استهداف الضحايا
مع الأسف الأمن عندنا يكثر عند جباية الضرائب ويقل عند مواجهة الجريمة
وثمة أمر بالغ الخطورة يتعلق بأن المارة مهما كان عددهم لا يتدخلون للدفاع عن ضحية أو إنقاذ شخص يلفظ انفاسه أمامهم على الشارع يهرولون هاربين أو يتفرجون بصمت أو يصورون المشهد ببرودة أعصاب
لم تعد لدينا خطط أمنية للسيطرة على الجريمة. قبل فترة وزعت ولايات العاصمة إلى مناطق أمنية بها دوريات للشرطة أو الحرس أو الدرك
اختفت تلك الدوريات أو على الأقل تقلص نشاطها
الأمر لم يعد يطاق
أعرف صديقا لى عانى من المرض لأنه لم يذق للنوم طعما منذ عدة أشهر
يذهب صباحا إلى عمله يعود مساء ليتولى حراسة أفراد اسرته بنفسه
ينامون بينما يبقى مستيقظا طوال الليل خوفا على اطفاله وبناته وممتلكاته
فى النهاية اصبح طريح الفراش بسبب مرض عصبي غامض
لم يكن طبيعيا أن يبقى مستيقظا طوال الوقت
لقد تعب بدنيا وذهنيا وعصبيا ونفسيا أيضا
طوال الليل تراوده الوساوس
عند ابسط حركة للريح يقف ويصرخ فاي صوت بالنسبة له هو صوت لصوص يتسورون المنزل أو يحاولون خلع الباب
طوال الليل يدور بين منزله وزريبة صغيرة ملحقة به فيها رؤوس من الماشية يعتمد عليها ماديا لدعم راتبه الزهيد
لابد أنها وضعية الكثير من أرباب الأسر خاصة فى الضواحى المعتمة البائسة
لم تعد العاصمة آمنة
نحن تعبنا كتبنا صرخنا نبهنا إلى ضرورة أن تتحرك السلطات لبسط السكينة العامة
ليلا نعتقد أننا بلا رجال أمن
نهارا نفرح لرؤيتهم بسياراتهم ومعداتهم مستنفرين وهم يسألوننا عن اوراق السيارة ويسجلون علينا المخالفات وندفع لهم الإتاوات
نحمد الله على أننا بقينا على قيد الحياة لنراهم ( يحلبوننا) فلربما لواستمر الأمر على هذا الإيقاع المرعب لما وجدوا مواطنا ولا سيارة ولا مخالفة ولا إتاوة فأكلهم(الكفس)
ولربما قالوا بمرارة :
ليتنا حميناهم ودافعنا عنهم ليلا لنستمر فى “حلبهم” نهارا